رحيل الباحث الإسلامي السوري محمد شحرور

    2

        بقدر ما كانت أفكار المفكر الإسلامي السوري، محمد شحرور، موضع جدل في حياته، بقدر ما كان رثاؤه يوم رحيله مساء السبت الماضي موضع إجماع، فالاختلاف مع الكاتب الذي قدّم تصورات معاصرة في فهم القرآن، انعكس اتفاقاً على قيمته المعرفية، وما قدم من كتب ودراسات ومقالات وأبحاث.شحرور رحل عن عمر ناهز 81 عاماً، في أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقالت صفحته الرسمية على «فيسبوك» أن جثمان الراحل سينقل إلى دمشق لدفنه في مقبرة العائلة بناء على وصيته.
    والراحل من مواليد مدينة دمشق 1938، سافر إلى الاتحاد السوفييتي في بعثة دراسية لدراسة الهندسة المدنية في موسكو عام 1959، وتخرج بدرجة دبلوم في الهندسة المدنية عام 1964، وأوفد إلى جامعة دبلن في أيرلندا عام 1968 للحصول على شهادتي الماجستير عام 1969، والدكتوراة عام 1972 في الهندسة المدنية ـ اختصاص ميكانيك تربة وأساسات.
    له عدة كتب في مجال اختصاصه تؤخذ كمراجع هامة لميكانيك التربة والأساسات.

    بدأ في دراسة التنزيل الحكيم وهو في أيرلندا بعد حرب 1967، وذلك في عام 1970، وقد ساعده المنطق الرياضي على هذه الدراسة، واستمر بالدراسة حتى عام 1990، حيث أصدر الكتب التالية ضمن سلسلة (دراسات إسلامية معاصرة) الصادرة عن دار الأهالي للطباعة والنشر في دمشق.
    صدر كتابه «الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة»، (1990) كما صدر له: «الدولة والمجتمع» (1994) – «الإسلام والإيمان… منظومة القيم» (1996) – «نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي… فقه المرأة «الوصية – الإرث – القوامة – التعددية – اللباس»» (2000)- «تجفيف منابع الإرهاب» (2008).
    كما صدر له «القصص القرآني – المجلد الأول: مدخل إلى القصص وقصة آدم» (2010)- «الكتاب والقرآن: رؤية جديدة» (2011) – «القصص القرآني – المجلد الثاني: من نوح إلى يوسف» (2012)- «السنة الرسولية والسنة النبوية – رؤية جديدة» (2012) – «الدين والسلطة: قراءة معاصرة للحاكمية» (2014) – «فقه المرأة – نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي» (2015) – «أمُّ الكتاب وتفصيلها: قراءة معاصرة في الحاكمية الإنسانية: تهافت الفقهاء والمعصومين» (2015).ورثى عدد من الكتاب الراحل، مستذكرين ما قدمه. حيث كتب الباحث حسام الدين درويش في صفحته على « فيسبوك» «لا يحتاج المرء إلى الاتفاق مع رؤى محمد شحرور ومنهجه ومشروعه وتأويلاته الإشكالية المهمة لإدراك مدى أهمية وجوده ووجود أمثاله، ومدى خسارتنا بغيابهم ورحيلهم. ما يحتاجه الإنسان، لهذا الغرض، هو حدّ أدنى من الإنصاف، وإدراك أو إقرار حق الإنسان في الاختلاف، عموما، وحقه في الاختلاف في المسائل والسياقات الدينية خصوصًا».
    أما الشاعر خضر الآغا فكتب «سمى الغرب النقد الموجه للأناجيل، للكتاب المقدس بالنقد العالي. محمد شحرور أيضاً فسر كتابنا المقدس على غير ما فسره المتحجرون، الحرفيون، فسره ليحررنا… محمد شحرور، المفكر الثوري، قدم أيضاً النقد العالي.. لروحك السلام».
    الكاتب راتب شعبو كتب عن شحرور «من المفارقة أن الدراسات العقلانية والمتحررة من التقليد، التي قدمها محمد شحرور عن الإسلام وبالتحديد عن القرآن، لامست روحي (وليس فقط عقلي) أكثر من كل الكتابات التي همها الوحيد أن تلامس الروح وتحرض تحريضاً على الإيمان. الدفاع عن الدين بالتحنيط والتكلس يعادل الخنق. إن محمد شحرور أكثر إخلاصاً للإسلام من الجثث الفكرية التي تجادل اليوم في جواز الترحم عليه! محمد شحرور، كنت دائماً معجبا بعقلك الذكي الناقد، في أمان الله».

    عن «القدس العربي»

    LEAVE A REPLY

    Please enter your comment!
    Please enter your name here