تقريران مصوران عرضتْهما «سي ان ان» لمراسلتها أروى ديمون عند زيارتها لمخيمات الناجين من حصار دوما لعلهما من أجمل ما يمكن أن يقال عن ناجي مذبحة دوما الكيميائية.
لم تحمل المراسلة أجهزة معقدة أو عدّة تحليل مخبرية، ذهبت ومعها حواسها الخمس، وأسئلتها الصحافية المعتادة، لطفها الإنساني، ولغتها العربية البسيطة. تجولت في خيام اللاجئين، أشارت لحقائب الصغار: «هذه الحقائب تعود لملاذ وماسا، توأمين من دوما لهما من العمر سبعة أعوام». ثم تعاين آثار الكيميائي في ملابس هؤلاء لتقول: لا تزال الرائحة قوية جداً، فلم يتسن لهم بعد غسل هذه الملابس».
تتحدث عن حال الناس تحت الحصار الرهيب فتقول إنهم كانوا في حيرة في الملاجئ بين الموت اختناقاً بالكيميائي والموت على السطح بقصف الصواريخ. وهم الآن يعيشون «رفاهية الشمس في مخيمهم الجديد».
«عندما نسألهم لماذا بقوا في الغوطة يقولون إنهم خسروا الكثير من حياتهم، والكثير من أحبائهم، وأرادوا التمسك بأي شيء يعرفونه. وهناك آخرون لا يملكون طرقاً للمغادرة مع أفراد عائلتهم كبار السن».
تقرير تلك المراسلة منحاز حقاً، منحاز للإنسانيّ البسيط، الذي يمكن إدراكه بالعين المجردة، بعين الضمير غير الملوث بالمصلحة أو الطائفية أو الخوف.
ما أجملها تلك المراسلة وهي تضع لأحد التقريرين عنوان «تفضلوا لشرب الشاي»، كما تختم بالقول «كل العائلات التي تكلمنا معها عرضت علينا الضيافة والشاي، هذه هي ثقافتهم والإنسانية التي يتمسكون بها».